Tuesday, February 22, 2011

ألإصلاح

لا يخفى على أحد الوضع المأساوي الذي تعيشه الأمة العربية بشكل عام. والأردن , كدولة من دول هذه المنظومة, لا تحظى بوضع أفضل. فبالرغم من القواسم المشتركة الكثيرة لهذه الدول أبى حكامها إلا أن يتحفونا بقواسم أخرى كنا في غنى عنها. فالحكم مدى الحياة قاسم, والفساد قاسم, وبيع مقدرات الأوطان قاسم, والبطالة قاسم والفقر والجهل والعصبية الدينية والمذهبية والإقليمية قواسم مشتركة. وكل القواسم المذكورة, وأخريات لم تذكر, هي من خيرات و نعم هذه القيادات الملهمة والفذة, وليس لأحدٍ آخر التجني على هذه القيادات ليدعي بما لا يستحق من ثناء.
أما وقد حانت لحظة الحقيقة و وقت الحساب كما حدث في تونس ومصر ويحدث في ليبيا واليمن والبحرين وسيحدث في جميع الدول العربية, فهل ستتعظ هذه القيادات و تقود عملية الإصلاح الحقيقي كل حسب مطالب شعبه أم ستدفن رأسها في الرمال على طريقة مصر ليست بتونس, واليمن ليست بمصر, وليبيا ليست بمصر و تونس ثم تتعلق هذه الأنظمة عندما تقع الواقعة, بلوم مخططات خارجية تستهدف استقرار البلد.
أما بالنسبة للأردن فالوضع شبيه بمصر عشية ثورتهم (ثورتنا) المباركة. فالخطوط الحمراء تتهاوى و"هيبة" الدولة والحكم خاضعة للكثير من الأسئلة ولا أجوبة ..فالمظاهرات دورية والإعتصامات يومية والمطالبات(مشروعة وغير مشروعة) بتزايد. وإغلاق للشوارع الرئيسية في الدولة. أما البيانات من "شيوخ" العشائر, مؤيدة كانت أم  ناقدة, فحدث ولا حرج.
وللخروج من المأزق تم إستبدال سمير بمعروف, وسمح بالتظاهر(حق دستوري),  ووعد بتنفيذ إصلاحات"سريعة" ,وحماية أمنية للمعارض شبيلات, ولجنة للبحث في موضوع "الواجهات العشائرية". و 20 دينار.  قرارات رد فعل عشوائية لا تنم عن خطة شاملة تبشر بأي عملية يمكن أن ينتج عنها أي شكل من أشكال الإصلاح.
مطلب الشعب واضح وصريح والإصلاح الوحيد المطلوب هو الملكية الدستورية. ملك يعتلي العرش كرأس للدولة, وشعب يحكم من خلال برلمان و رئيس حكومة منتخبين. فهل سيتحقق هذا المطلب الإصلاحي  بقيادة أو كما شباب ثورة مصر..بلا قيادة؟
و هنا أستذكر قول المغفور له الحسين بن طلال " الإصلاح يبدأ بالنفس".

No comments:

Post a Comment